الشباب هم أم كل مجتمعات العالم فهذه الفئة هي التي
يقوم عليها بناء المجتمع أو هدمه و كذا تطور المجتمع أو تأخره في النمو و
الصيرورة، ولذلك
فأن كل أمة تضع في أولويات اهتماماتها العناية بالشباب والتركيز على كل ما من شأنه
إصلاح الشباب والاستفادة من قدراتهم ، فمرحلة الشباب
مرحلة نشاط وحيوية وجد وعمل الا أن هذه الصفات الايجابية و المميزة سرعان ما تنقلب
إلى العكس تماما إذا حلت مجموعة من الأسباب والعوائق ولعل ابرز هذه الأسباب الشعور
بالوحدة والفراغ مما يساهم في استنفاذ الطاقات العقلية والجسمية وجعل النفس مكبوتة
بين قضبان العدم. مما يجعل هذه النفس محاصرة بين الوساوس والأفكار الرديئة
والمنحطة ويبقى الخيار المناسب لهؤلاء الشباب أن يقوموا بالقراءة المتكررة
والدائمة أو يكتبو أشياء تعبر عن إرادة النفس في الخروج من سجن الفراغ .كما نجد
مشكل البعد بين الشباب خاصة المراهقين منهم والمسؤولون عنهم من كبار السن سواء في
العائلة أو غيرها فالكبار يقـفون عاجزين أمام الشباب المنحرفين إذ لا يحاولون
محاورتهم و الاستماع إلى ما يعانونه ويكتفون فقط بالنظر إليهم بنظرة احتقار وإذلال
إذ من الواجب على الكبار الإحساس بالمسؤولية الكاملة اتجاه الشباب و محاولة
محاورتهم وكسبهم كأصدقاء حتى يتمكن الشاب المنحرف من الثقة بهم والعمل بنصائحهم.
وبذكر الصداقة فهذه الأخيرة من أهم العوامل المؤثرة في سلوك الشباب لقول النبي
(ص)"المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل".
و هناك سبب آخر يتجنبه كثير من الباحثين والدارسين ألا
وهو غياب الوازع الديني في نفسية و سلوكات شباب هذا العصر-فمصادر المعرفة في وقتنا
الراهن متعددة و متنوعة ولعل هذا التنوع يجعل من الشخص الضعيف الإيمان الميل إلى
ما يفسد العقل ويجعله يحبذ الظلام على النور فكثير من الشباب اليوم يعتقدون على أن
الإسلام فيه تقييد للحريات وكبث للطاقات فيبتعدون عنه ويعتبرونه دينا رجعيا يأخذ
بيد أهله إلى الوراء ,بالإضافة إلى هذه الأسباب نفتح الباب لذكر المزيد وعلى رأسها
غياب الرقابة الأبوية إذ أن اغلب الآباء يعتقدون انه بتحقيقهم المال والثروة
يكونون بذلك يحققون مستقبل أبنائهم فحين أننا نجد أن الطريق الصحيح هو تربية
الأبناء على القيم والأخلاق الحميدة وتعليمهم يقظة الضمير لان المادة زائلة و
القيم أبدية فضلا عن ذلك نجد أن اغلب الشباب يعانون من مشكل يعتبره العامة مشكل
العصر ألا وهو البطالة إذ نجد أسرة متعددة الأفراد تتكون من 5 أفراد أو أكثر الأب
وحده هو المسؤول عنهم مما يجعل اغلب الأسر تعاني من الفقر والباس الشديد كما نجد
أسباب مرتبطة بموجة وسائل الإعلام التي لا تكف عن بث السموم والحقائق المزيفة ونشر
الملايير من الصور النمطية التي يسجلها العقل الباطن ويقوم الشاب بتطبيقها عاجلا
أم آجلا .
بغياب هذه
الأسباب المذكورة بإمكان الشباب أن يسير بالمجتمعات إلى الأمام الأفضل والأحسن .